السبت، مايو 18، 2013

حازم أبو إسماعيل.. فَصْلٌ في التجرد



ليشهد الناس أن الشيخ حازم أبو إسماعيل كان أبعد الناس -في كل الفترة الماضية- عن محاولة صناعة مجد شخصي له، وأنه كان الحاضر في المغرم والمتعفف المبتعد عند المغنم، وأن السهام التي أصابته قد أصابته من الجميع حتى من يُتَّهَم بأنه منهم ويعمل لمصلحتهم، وأن بعض ما نزل به جاءه من مأمنه.. وهذه بعض مشاهد مما يعرفها الجميع، ثم تبقى المشاهد الكبرى إلى حين يأتي وقتها لتكتب في صفحة التاريخ.

1. كان الشيخ حازم من الوجوه الرئيسية في ميدان التحرير ومنذ اليوم الأول، لكنه عزف عن الظهور الإعلامي قبل وبعد تنحي المخلوع حتى أن أغلب أنصاره وتابعيه الذين تعرفوا عليه فيما بعد اكتشفوا أنه ذلك الذي كان يخطب على منصة التحرير ولم يكونوا يعرفون اسمه.

2. ولم يظهر الشيخ حازم إعلاميا ولم يخرج على الساحة إلا حين فشلت كل مساعيه في إقناع الكيانات الإسلامية بالترشح للرئاسة التي أصرت في ذلك الوقت على أن الإسلاميين لا يصلحون لهذه المرحلة، وكانوا يبحثون عن "الرئيس التوافقي"!

3. وحين كانت كل الكيانات (إسلامية وغير إسلامية) تلين مع المجلس العسكري كان الشيخ حازم هو الوحيد الذي كشف تلاعبهم بالثورة ومحاولات ترويضهم للشعب وقال كلمته المشهورة التي ارتاع لها الجميع "هؤلاء ذئاب وثعالب"، ورغم علمه أن أحدا لن يدعمه في موقف كهذا إلا أنه نطق به، وأثبتت الأيام صحة رؤيته.

4. وحين خفت صوت الثورة، وظهر التراخي في تسليم السلطة، خرج الشيخ حازم وحيدا في جمعة 28 أكتوبر ثم في 18 نوفمبر لتكون جمعة "المطلب الوحيد.. تسليم السلطة"، وهي الجمعة التي تلتها أحداث محمد محمود والتي لم ينزل فيها من الإسلاميين إلا الشيخ حازم وأنصاره، وبه وبأنصاره فشلت فكرة المجلس الرئاسي المدني وأُجْبِر المجلس العسكري على تحديد موعد الانتخابات الرئاسية (بعد أن توافقت كل الأحزاب -إسلامية وغير إسلامية- على تأجيلها إلى منتصف 2013 بحد أدنى وكتابة الدستور تحت حكم العسكر).. وبهاتين الجمعتين وأحداث محمد محمود عاد صوت الثورة عاليا بعدما ظن الجميع أنه إلى زوال.

5. هذا الرجل الذي وضع جهوده لاستكمال مسار الثورة والحفاظ على المسار السياسي الذي اختاره الشعب لم يحاول أن يصنع لنفسه حزبا أو أن يدخل في تحالف في الانتخابات البرلمانية، وفضَّل أن يقف وراء الكيانات الإسلامية القائمة وأن يدعمها بكل قوته، وقد كان، ثم تعهدها بالنصيحة التي كان أهمها وأشهرها: سرعة إصدار قانون السلطة القضائية، لكن الجميع كان يراه مندفعا وكان يحسب أن الأمر ليس بهذه الخطورة حتى أثبتت الأيام من الذي كان على بصيرة.

6. لقد كان وجود الشيخ حازم وأنصاره في المواطن الثورية مما رفع عن الإسلاميين أخطاء الكيانات الإسلامية التي شملها الخوف والحذر والحرص حتى ابتعدت بنفسها عن كل موطن شرف خشية أن يكون فخا منصوبا، لقد كان وجوده مما عصم شباب الإسلاميين من فتنة هائلة في مشايخهم ورموزهم، وهي فتنة الله أعلم كيف كان سيكون اتساعها إذا خلت الصورة من إسلامي ثائر في لحظة ثورية!!

7. ونجحت تجربة الشيخ حازم في الرئاسة كما لم يتوقع أحد، لا الكيانات الإسلامية ولا غيرها، وكانت حملته هي الأضخم على الإطلاق، وحقق الشيخ في كل استطلاعات الرأي المركز الأول وبفارق كبير عمن بعده.. وهي التجربة التي لم يدعمه فيها أحد من الكيانات الإسلامية بل إنهم حاربوها لكثرة ما اجتذبت من شبابهم.

8. بل لقد تحرك كيان إسلامي ليضغط على آخر ليرشح مرشحا للرئاسة (من بعد ما رضي الجميع بعدم صلاحية الإسلامي للرئاسة، ومن بعد ما فشلوا في إيجاد الرئيس التوافقي) واستجاب الآخرون (رغم إصرارهم السابق على عدم الترشح للرئاسة)، ولم يتكلم الشيخ حازم في حق أحدهم بسوء رغم أن هذا مما يضر به على مستوى الحملة الانتخابية بشدة.

9. ثم أخرج الفاسدون تمثيلية "جنسية والدة الشيخ حازم"، وهي المؤامرة التي ما كان لها أن تنجح لولا سكوت -بل ومشاركة- بعض الكيانات الإسلامية في بعض فصولها -وهذه أمور قد نكشفها فيما بعد- لم يجد الشيخ دعما منهم، رغم أنه الذي مهد الطريق لفكرة المرشح الإسلامي. وظهرت أول مفسدة لعدم صدور قانون السلطة القضائية، فبذلك استبعد أقوى المرشحين الإسلاميين وبقي في المنافسة رجال النظام القديم، في إعلان صريح بأن ما فشل فيه مبارك والعسكر نجح فيه القضاة الفاسدون.

10. وحين حصل الشيخ حازم على حكم قضائي بأحقيته في خوض انتخابات الرئاسة ولم ينفذ، أوشك حكم آخر أن يصدر بوقف انتخابات الرئاسة (وهو الشق المستعجل من الدعوى) لكن الشيخ سارع بالتنازل عن الشق المستعجل لكي لا تقف انتخابات الرئاسة ولكي ينتقل الحكم إلى السلطة المنتخبة بأسرع وقت.. وهذا وحده موقف عظيم في التجرد وتقديم المصلحة العامة.

11. ودعم الشيخ حازم من تبقى من المرشحين الإسلاميين بكل ما يملك، وكان أنصاره من أقوى الفاعلين ضد مرشح النظام السابق ودعما وتأييدا للمرشح الإسلامي الباقي الذي صار بعدئذ رئيسا للجمهورية!

12. واعتصم الشيخ حازم في الميدان اعتراضا على الإعلان الدستوري الذي أصدره العسكر قبيل أيام من تسليم السلطة، وظل معتصما هو وأنصاره أكثر من شهر، حتى صاروا وحدهم بل لقد انصرف مؤيدوا الرئيس أنفسهم، فلا استأذنه أحدهم ولا شاوره أحدهم، رغم أنه لا يدافع عن مصلحته الشخصية.

13. ورغم أن الشيخ حازم لم يحصل على منصب بل ولا على شكر إلا أنه كان حاضرا في كل موطن دعما للسلطة المدنية المنتخبة ضد النظام القديم، فكان من أوائل الواقفين على باب دار القضاء العالي مؤيدا للإعلان الدستوري الذي يعزل النائب العام ويحصن مجلس الشورى والجمعية التأسيسية.. ثم كانت وقفته الكبرى أمام مدينة الإنتاج الإعلامي والتي غيرت ميزان القوى في تلك اللحظة الحرجة بما أفشل مخطط الفاسدين وأنقذ سلطة رئيس الجمهورية!

14. ورغم التجارب المتعددة والمواقف المتكررة إلا أن الكيانات الإسلامية لم تغير منهجها الذي ينقل الإسلاميين من هوان إلى هوان ومن نزول إلى نزول، فساعتها ومع فشل كل النصائح والرسائل فكر الشيخ حازم في تكوين حزب ليؤسس للكيان الإسلامي الثوري البصير بالواقع ليترجم فكرته ومنهجه إلى عمل منظم واسع.

15. أيا كان موقفك أيها القارئ، إسلامي أو غير إسلامي، وأيا كان اتفاقك أو اختلافك مع كل ما سبق، فأحسب أنك لن تجادل في أن كل ما فعله حازم أبو إسماعيل لم يعد عليه بفائدة شخصية، بل كان خدمة لمبادئه ومنهجه ومواقفه حتى لو اختلفت معها.

في النهاية، فإن هذه مجرد فصول، وهي معروفة للجميع، ولم نكشف عن بعض ما في الكواليس من أحداث.. وهي فصول في التجرد للمبدأ وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

ولهذا يظل الشيخ حازم نموذجا فريدا في مصر، بل نحن نسأل: دلونا على رجل كانت له مثل هذه المواقف التي إن نجحت عاد النفع على غيره وإن فشلت فإن بعضها كان سيدفع الثمن فيها وحده.

هناك 23 تعليقًا:

  1. هذا الرجل نعم الداعية بحق و نعم السياسي بحق ولكن مشروعه لن يموت برنامح أين الطريق الذي يقوم عليه طلابه سيخرج جيلا عظيما واعيا و سينتصر الحق و ستسقط رؤوس الطغاة مهما تجبروا من يبحث عن مدرسة الحق ليبحث عن مدرسة أين الطريق علي التليجرام
    سنحيا كراما

    ردحذف
  2. هو مدرسة فى ذاته

    ردحذف
  3. غير معرف11:27 م

    الله يفك اسره 🙏

    ردحذف
  4. غير معرف11:33 م

    حازم صلاح كانت تنقصه العصبة أي الجماعة ...رأيا ثاقبة للأحداث تمتع بها هذا الرجل البطل..كان الأحرى بالإخوان المسلمين عدم تقديم مرشحهم محمد مرسي رحمة الله عليه..وبدل من ذلك كان عليهم تقديم كل الدعم لصلاح أبو إسماعيل... أخطاء الإخوان هي سبب الكارثة

    ردحذف
  5. غير معرف12:20 ص

    اللهم فك أسر الشيخ حازم ابو اسماعيل

    ردحذف
  6. غير معرف12:33 ص

    اللهم فك اسر الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل اللهم امين يارب العالمين يارب فرج قريب باذن الله سبحانه وتعالى

    ردحذف
  7. غير معرف1:09 ص

    فك الله أسرك يا أسد الحريه والكرامه سنحيا كراماً بإذن الله وانت معنا إن شاء الله

    ردحذف
  8. غير معرف10:11 ص

    الشيخ حازم افتقد الحسم ووقع فيما كان يفر منه ولم يحسن التعامل مع قضية الجنية

    ردحذف
  9. غير معرف11:53 ص

    اللة ينصرك ياشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل

    ردحذف
  10. غير معرف12:43 م

    للاسف عرفناه متاخرين كعادة العرب

    ردحذف
  11. غير معرف2:26 م

    اللهم فرج عنه وإخوانه المخلصين عاجلا غير آجل يارب العالمين انك يامولانا عل كل شيء قدير

    ردحذف
  12. غير معرف3:51 م

    اللهم فرج كربه وفك اسره وارجو من الله أن تسامحنا فى حقك

    ردحذف
  13. غير معرف9:18 م

    فك الله أسره قريباً ،
    لولا علمهم بقوته وبصيرته لما كان الآن وراء القضبان

    ردحذف
  14. غير معرف1:48 ص

    الله فمك اسره وجزاك الله خيرا

    ردحذف
  15. غير معرف2:40 ص

    غفر الله للشيخ وفرج كربه وفك اسره واهلك وأذل عدوه وشانئه

    ردحذف
  16. غير معرف5:51 م

    انه ليس اسيرا جسده فقط هو الأسير.مشروعه العظيم "اين الطريق" آلاف من الطلاب تنهل من علمه وهو خلف القضبان. اتعبت الظالمين حراً واسيرا. فك الله اسرك واعادك الينا معافا عزيزا.

    ردحذف
  17. غير معرف8:38 م

    لو كان الإخوان المسلمين دعموه لغابوا جميعا عن المشهد السياسي

    ردحذف
  18. غير معرف9:55 ص

    فرج الله عليه وعافاه

    ردحذف
  19. غير معرف10:10 ص

    يا أيها الرجل العظيم انت معك حق ولو كنت وحدك حينها انظر إليك وقول يارب سلم اللهم أخرجه لنا سلما وأنه في حولك وقوتك

    ردحذف
  20. غير معرف10:50 ص

    أمة وحده

    ردحذف
  21. غير معرف7:17 ص

    فرج الله على الشيخ وفك اسره

    ردحذف
  22. غير معرف8:49 ص

    حماقة و سذاجة الاخوان و اعتبارهم العسكر و الداخلية اخوانهم لمجرد قول الشهادة خطأ فادح اسباب فيما ترى

    ردحذف
  23. غير معرف9:46 م

    ما زلت أرى أن مؤامرة بين الإخوان والعسكر بالدفع بالشاطر وعمر ككماشة لاقتلاع حازم من انتخابات الرئاسة ولتشتيت الرأي العام ضد حازم حتى يفقد التعاطف الشعبي بعد كل التأييد من النصارى والأقليات الفكرية وحتى شباب الإخوان الأحرار
    وما خفي أعظم

    ردحذف