السبت، مايو 21، 2011

أحمد حسن.. طيفه الذي يظللني



أحمد حسن..

في كل ليلة أشتاق إليك.. أتذكر موقفا كنا فيه معا..

في كل موقف يمر بي أجد ذهني ينصرف إليك بوجه من الوجوه..

لست أدري ما الذي جعلك تسكنني إلى هذا الحد.. أحيانا والله أتساءل: هل تتذكرك والدتك أكثر مني؟

حينما أدعو لك في صلواتي بالرحمة والمغفرة.. أتذكر أن أدعو لمن مات من أهلي وأقاربي.. كأنك ما زلت حيا تذكرني بالخير دائما..

طيفك ما يزال يظللني.. يسيطر عليَّ..

أنت حقا..شخصية مؤثرة..

على كل ما في ملامحك من الهدوء.. وعلى كل ما في طبعك من الكتمان.. تظل شخصية مؤثرة.. أعلم أن كلامي قد يستغرب ممن يعرفك، ذلك أنه لم يعرف عمق شخصيتك إلا أقل القليل من هؤلاء الكثيرين الذين عرفتهم وأحبوك.. وقد لا أكون عرفت عنك كل شيء كما أظن.. إلا أن ما عرفته منك وعنك ما زال يؤثر فيّ..

كل ليلة أتذكرك.. قرابة الخمسة أشهر يا أخي..

خمسة أشهر ليست كالسنين التي عشناها كلها..

لقد وافاك الأجل قبل الثورة المصرية بأيام.. كنت في فراش مرضك الأخير حين كان شعبنا في تونس يتعافى.. مت قبل أن ترى فرحتنا بذهاب مبارك يا أحمد.. ولا بأس عليك يا أخي.. فإني أحسب أنك انتقلت إلى جوار الله، الذي هو خير من كل فرحة نفرحها لأيام..

لكني –وبطبع الإنسان قصير النظر- كنت أتمنى أن تشهد الثورة وتفرح.. كنت أود أن أرى فرحتك التي طالما تمنيتها وحلمت بها..

أحمد.. أخي الحبيب.. الغالي.. الرائع..

يحتبس في صدري شعور كثير لا تنفس عنه الكلمات..

أتذكر ما كنت تحبه من الأكل.. من الثياب.. ماذا تحب أن تسمع.. ماذا تحب أن تقرأ..

أتذكر عنك تفاصيل لا أعرفها عمن هم أقرب مني بالنسب والمعاشرة..

يوم أن رأيتك في الكفن، ولمست جسدك المسجى، ومررت على ملامح وجهك المغطى.. كنت كالذي حفر تفاصيل ملامحك محسوسة في روحي.. لا أزال أتذكر هذه اللمسة الأخيرة.. وأتذكر معها حين كنت أحملك على يديَّ.. كنت أحمل روحي، واسأل الله لك الشفاء أكثر مما أدعو لنفسي..

كنت تستحيي أن تشق عليَّ.. وكنت أجتهد ألا أقوم بما يجعلك تشعر أنك عبء.. من قال لك بأنك كنت عبئا؟.. لقد كنت مثالا في الصبر والرضا.. كنت أحتقر نفسي أمامك.. اسأل الله أن يعطيني ثباتا ورضا كهذا!

الآن.. كلما مررت بجوار مستشفى الفاروق في المعادي.. أو النيل بدراوي على الكورنيش.. أو صليت في مسجد النور المحمدي في قنا.. كلما تذكرتك.. كانت لك بصمة يا أيها الحبيب..

اسأل الله أن يغفر لك ويرحمك بقدر ما أحببناك..

إني لأستعيد الآن شعر ابن رشيق في محبوبته، وما أحسب أن ما كان به يبلغ ما هو بي الآن

يا ليل الصب متى غده ... أقيام الساعة موعده

رقد السُّمَّار وأرَّقه ... أسف للبين يردده

قبل فجر السبت 21/5/2011.. تذكرتك وما استطعت أن أنام

هناك تعليقان (2):

  1. رحمه الله

    ردحذف
  2. انا قناوى متابع مدونتك من سنين
    واحنقنى انك جيت وصليت فى مسجد النور المحمدي القريب من بيتى وانا غافى كالمومياء لا اشعر بشى! لا حول ولا قوة الا بالله اتمنى اشوفك واسلك عليك

    ردحذف