الأربعاء، مارس 15، 2006

فكرة راودتنى لعلها تساهم فى تحرك الناس نحو التغيير .

أمدتنى فترة الانتخابات الماضية بكم كبير من المشاهدات والمعلومات ، كان طبيعيا أن تساهم فى مراجعة الكثير من الافكار .

ماعلينا .. اليوم فكرت فى ان حماسة الناس فى فترة الانتخابات لإسقاط مرشحى الوطنى كان كبيرا .. صحيح ان الاقبال كن فى حدود 20% من مجمل الناخبين .. لكن الشعور فى حد ذاته كان سائدا بين الناس .. ولو أنه يكفى أن يسود بين الفاعلين من الناس وإن كانوا 1 % وليس 20% .. فالباقى قد ارتضى برغبته ان يسير مع القطيع .

حاولت ان اكشف سبب هذا الحماس الجارف الذى كان يراود شباب الإخوان تحديدا فى الدعاي لمرشحيهم ، وقد أكرمنى الله بتجربة فى مراقبة الانتخابات تحت لافتة تصريح من منظمة حقوق إنسان فرأيت عن قرب وقائع كثيرة رويتها فى هذا الموضوع .

أحسب ، وقد أكون مخطئا ، أن السبب فى هذا الفوران والاندفاع هو وجود هدف قريب ليس بعيد المنال .. وهو إيصال المرشح الفلانى للبرلمان ، وهذا السبب هو تحديدا الذى دفع اكثر السلبيين لترك التصويت حيث شعروا باستحالة التغيير وبعد الهدف .. واللى عايزاه الحكومة بينجح والحكومة بتعمل اللى عايزاه ومحدش يقدر يقف قدام الحكومة و .. إلخ .

انطلاقا من هذه الفكرة .. هل يمكن لحركات التغيير مثل كفاية والتجمع الوطنى والاخوان .. وحتى القضاة وحركة 9 مارس الخاصة بأساتذة الجامعات .. أن تقسم أهدافها البعيدة إلى أهداف قريبة وصغيرة وتدريجية ؟

والتدرج سنة كونية من سنن الله .. لكن أقصد أن هذه التجزئة إلى أهداف قريبة تكون واضحة لجميع الموجودين فى دائرة المستهدف سواء كانوا ( المصريين - كفاية ) أو ( النخبة - التجمع الوطنى ) أو ( مسلمى مصر ديانة أو ثقافة - الاخوان ) أو ( اساتذة الجامعات - حركة 9 مارس ) أو .. أو ... أو .. إلخ .

بحيث يكون الإغراء الذى يمثله الهدف القريب هو المفجر للطاقة وللحماس فى دائرة المستهدف .. إذ تبدو الأهداف البعيدة مثبطة للهمم وقاتلة للحماس ، وأخشى أن تظل كفاية تنادى بالتغيير على مستوى شخص الرئيس نفسه فلا تجد من يدعمها إلا القلة التى تخرج من الجهل إلى الوعى أو من الخوف إلى الجرأة .. وهى قلة إلى جانب أنه معدل ازدياد بطيئ .

وأخشى كذلك أن تكون الاهداف الإخوانية من عينة ( حكومة مسلمة - خلافة اسلامية - استاذية العالم ) - وهذه ألفاظ أدبياتهم - .. أخشى أن تكون هذه الأهداف هى القاتلة للحماس المثبط للهمم .. وإن كان من الإنصاف أن نقول : إن الحركة المعتمد على العقيدة لدى شباب الإخوان يمكنها أن تسير ولو بدون هدف على اعتبار أن الأجر من عند الله وإن لم يتحقق الهدف فى الواقع .. مما يعطى الحركة الإخوانية خصوصية فى هذه الفكرة .

لكن لا يمكن نفى ان الهدف القريب الممكن يفجر من الحماس اضعاف ما يفجره الهدف البعيد .. وإن كانت الحركة تعتمد على الأجر والثواب الأخروى فقط .

ترى .. أأنا مخطئ أم مصيب فى أساس الفكرة ؟ ثم فى توقيعها على الواقع ؟

على العموم .. لعلها تصلح بذرة للحوار أو التفكير .



15/3/2006

هناك 3 تعليقات:

  1. غير معرف2:06 ص

    that's an important point must be considered.

    ردحذف
  2. مشوار الإصلاح (والتخريب أيضا) يبدأ بخطوة
    وحرق المراحل قد يكون ضرره أكثر من نفعه
    فكرتك جيدة وكلماتك مقنعة
    أحسنت.. أتابع بإعجاب كتاباتك

    ردحذف
  3. شكر الله لكم جميعا المرور والتعليق .

    ومتفق تماما مع ما كتبه الأستاذ تامر والأخ مصرى والأستاذ ياسر .

    لكن اسأل الأستاذ ياسر .. كيف يكون حرق المراحل ضرره أعلى من نفعه ؟؟

    وإذا كان هذا ، فكيف يمكن تجنب هذا الضرر ؟؟

    ردحذف