الثلاثاء، نوفمبر 29، 2005

عمرو عبد السميع ، حينما يتحول إلى نكتة

" الحمد لله الذى عافانى من التليفزيون المصرى "

كان هذا شعارى منذ أغسطس 2004 ، حينما من الله علينا بأن صرنا نستطيع الاستماع إلى القنوات الفضائية ، لن أحكى لهم هنا مدى التأثير الهائل الذى طرأ على البيت كله ، وصار لكل فرد قناة لايفارقها إذا جلس إلى التليفزيون .

حضرتى : الجزيرة
الوالدة : اقرأ
الوالد ، لايحب التلفاز أصلا .. لكنه إن جلس فهى الجزيرة
الأخ الأصغر : مباريات الكرة ، والمصارعة .

شد انتباهى ذات مرة ، أنى لم أفكر مجرد تفكير أثناء جلوسى ان اشاهد التليفزيون المصرى ابدا ، كان هذا فى أغسطس الماضى ، أى بعد سنة كاملة .. وقد فعلت ، وشاهت التليفزيون المصرى لأول مرة ، وفاجأنى الوجه الجديد ... النجم عمرو عبد السميع

(( تصفيق حاد ))

كان البرنامج يبدو جادا ، فى مرحلة انتخابات الرئاسة ، يستضيف المعارضين ، نعمان ، السعيد ، كمال ابو المجد ... إلخ .

- لكنى لا ارتاح لهذا الوجه ( شعور غريب ونداء نفسى )
- ليه يعنى ؟ ( نداء عقلى هادئ )
- مش عارف
- سوء الظن حرام
- استغفر الله ، بس برضه مش مرتاح
- حرام
- خلاص .. استغفر الله يارب .

إلى أن رأيت التتر الذى يقول ان هذا الوجه هو عمرو عبد السميع .

يانهار أبيض ... عمرو عبد السميع !!!!!

لاتتعجبوا ، فلقد كنت قد قرأت لعمرو عبد السميع كتابين وبعض المقالات فى الأهرام ، والكتابين هما ( حوارات مع الإسلاميين ) و ( الأحاديث البريطانية ) .

اول ملامح هذه الكتب الذى يراها القارئ الأعمى ( النرجسية بلا حدود ) ، شخص يتخيل أنه يفعل مالايستطيع مخلوق فعله .

ولأجل التسهيل على القراء ، انظروا مقدمة كتاب ( الأحاديث البريطانية ) وهو من اصدارات مكتبة الأسرة ... كيف لا يزهو بنفسه فقط ، بل ينتقد كسل وسلبية امثاله .

ليس موضوعنا على أية حال .

المهم ، أن فترات الدراسة التى لاتحتوى على تلفاز ، تحرمنى من رؤية الدش ، لكنى عرفت بالأمس انها نعمة من الله تعالى إذ حرمتنى من رؤية التليفزيون المصرى .

كنت بالأمس فى زيارة صلة رحم بالقاهرة ، واضطررت لفتح التلفاز ، ومطالعة وجه عمرو عبد السميع .

(( تصفيق حاد ))

ورغم فكرتى - ومصدرها الصحف - عن مدى قسوة وبذاءة ووقاحة برنامج ( حالة حوار ) هذه الأيام ، إلا أن تصورى كان شحيحا ، وخيالى كان كسيحا بالنسبة للواقع .

استضاف عمرو عبد السميع للحديث عن الإخوان هؤلاء الأشخاص :

- مكرم محمد احمد ( رئيس مجلس إدارة دار الهلال السابق )
- عبد الفتاح عساكر ( من مجاهيل الفكر الذى لم أره ولم اقرأ له سابقا وكان تعريفه يقول - مفكر إسلامى )
- جمال البنا ( الكاتب الإسلامى المعروف ، ورغم كونه شقيق البنا إلا أنه علمانى )
- صلاح عيسى ( رئيس تحرير جريدة القاهرة التابعة لوزارة الثقافة ، والعلمانى العنيف المعروف )
- حمدى رزق ( صحفى من الدرجة العاشرة ، له مقال يومى بالمصرى اليوم يخصصه لمهاجمة الإخوان )
- عبد الله كمال ( فضيحة الصحافة المصرية - رئيس تحرير روزاليوسف )
- حازم منير ( محرر برلمانى )
- واحدة مش فاكر اسمها .


وكما هو متوقع ، طاح الكل فى الإخوان ، مش مشكلة ... عادى ... مالإخوان طول عمرهم ملطشة ... إيه اللى جرى يعنى ؟؟؟

لكن الذى يجرح النظر أن عمرو عبد السميع كانت يترك فرصة الحوار للجميع ليسبوا الإخوان مهما خرجوا عن نطاق السؤال ، ويضحك بين الحين والآخر ضحكة ذئبية تماما كضحكة محمود المليجى فى أفلام الشر القديمة ... وبدا مظهره عجيبا بالنسبة لابنة عمى ( 9 سنوات ) : إزاى ياعمو واحد لابس بدلة وكرافتة يضحك كده ؟؟؟

كانت تريد أن تقول ، إن المظهر المحترم الذى يشى بأنه إنسان مثقف ، لايناسب هذه الضحكة أبدا .. لم ارد عليها بالطبع ، لكن شاركتها التعجب ببسمة ( وشر البلية مايضحك ) .

لم يقاطع عمرو عبد السميع أحدا إلا جمال البنا ، الذى رأى ان المغالطات التاريخية والتجريح الشخصى ينافى أى مصداقية ... فعندما عرض بعض الأقوال تدل على ان البنا كان منفتحا وليبراليا ولايوجد عنف قامت به الجماعة حتى 48 ... صاح عمرو عبد السميع :

- احنا يهمنا الأفعال مش الأقوال ، وكمان الأستاذ مكرم عنده تعقيب عليك .

وبهذا انتقل الحوار إلى مكرم ، ومرة أخرى إلى صلاح عيسى .... وظل جمال البنا لايتكلم طوال الحلقة .

رغم ان عمرو عبد السميع نفسه سمح بوقت هائل لعبد الله كمال وحمدى رزق يقتطفون فيه اقوالا لقيادات الجماعة ، دون ان يقول لهم ( احنا عايزين افعال مش اقوال ) .

لن احصى التفاصيل ، لكنى حاولت مع ارتفاع ضغط الدم الذى اصابنى ان انظر للأمر بإيجابية ، واستخلص من فوائد إيجابية .

فكانت هكذا :

1) الحمد لله على نعمة المنتديات والتى تحظى بشباب بعضهم فى سن الـ 15 يستطيع التفكير والعرض أفضل من أى صحفى مأجور .. إلى جانب أنه غير ملوث بالقاذورات التى تغطى الحكوميين .

2) الحمد لله ان مستوى المهاجمين على هذا القدر الضحل من الثقافة ، وهذا القدر الهائل من الفساد .

3) طالما أن هؤلاء الفاسدين يخافون كل هذا الخوف من الإخوان ، فهذا دليل على صلاح الإخوان .

4 ) لايجرؤ واحد من هؤلاء حتى اكبرهم سنا ( وكان مكرم محمد احمد ) ان يدخل فى حوار مفتوح فى أى منتدى شبابى على الانترنت وإلا كانت فضيحتهم بجلاجل .

5) الحمد لله على نعمة القنوات الفضائية .


*****

عايز بس اقول لكم نكتة ترطب الموضوع الجاف ده .. عبد الله كمال بتاع روزاليوسف اللى مابيعديش عليها اسبوع الا وتبقى لها فضيحة وسط الصحافة ( وآخرها فضيحة احمد منصور ) ادعى ان التهديدات بتوصل له عن طريق اخته فى طنطا واهله فى الدقهلية والسواق بتاعه ، وامه بتتصل بيه فى عز الليل تطمن عليه ... قال يعنى عبد الله كمال هو اللى بيهدد الوجود الإخوانى وخايفين على نفسهم منه ... و لا الإخوان لو كانوا عايزين يموتوه مكانوش موتوه من زمان وانتشارهم فى كل مكان زى ماهو عارف .

لأ وإيه ... قال الاخوان مش عايزينه يمارس حقه فى التعبير على التليفزيون ، وبيقول لهم حرام عليكم : مش انتوا بتظهروا فى القنوات الفضائية ... سيبونا نمارس حقنا فى التليفزيون بتاعنا .

ياحبيبى ...

****

وسط البرنامج افتكرت المثل اللى بيقول ( جاتها حزن اللى عايزة خلف )


25/11/2005

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق