الخميس، أكتوبر 06، 2005

عرض موجز للتاريخ الإسلامى 2

( 2 )

النـبى من الميـلاد إلى البعثـة
--------------------

- 1 -

يبدأ التاريخ الإسلامى بالطبع من ميلاد النبى صلى الله عليه وسلم والذى كان فى الاثنين الثانى عشر من ربيع الأول عام 53 ق.هـ ، الموافق شهر إبريل من عام 571 م .

ومن عجيب أن أباه عبد الله بن عبد المطلب ، مات وزوجته حبلى فى شهرين فى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكـأن مهمته كانت أن يضع فى رحم آمنة أطهر نطفة لأطهر مخلوق ، وفقط .

ثم مات بعدها بشهرين فى رحلة تجارية إلى يثرب .

وحينما ولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولد يتيما بلا أب ، مما جعل المرضعات اللاتى يرضعن الأطفال ، يحجمون عنه لأنه يتيم ، حتى أخذته ( حليمة بنت أبى ذؤيب ) من بنى سعد من باب ألا ترجع إلى بنى سعد خاوية اليدين .

وكان العرب يحرصون على إرضاع أولادهم وتنشئتهم فى البادية حتى تستقيم ألسنتهم بالعربية الفصحى ، بعيدا عن مكة التى تعتبر العاصمة الثقافية والروحية فيفد إليها - لأجل هذا - كثير من القبائل المختلفة اللهجات ، مما سيؤدى إلى الناشئ فيها إلى عدم استقامة لسانه بالعربية الفصحى كما ينطقها القرشيون .

مكث النبى صلى الله عليه وسلم لدى حليمة حتى بلغ الخامسة من عمره ، فلما تعرض لحادثة شق الصدر ، خافت حليمة عليه فأرجعته عند الخامسة إلى أمه آمنة بنت وهب .

لم يقض النبى صلى الله عليه وسلم مع أمه سنة حتى توفت هى الأخرى ، لدى عودتها من زيارة إلى قبر زوجها فى يثرب فماتت فى طريق العودة فى ( الأبواء ) بين مكة والحديبية ، وكان عمر النبى حينها ( 6 سنين )

فتولاه جده عبد المطلب ، وكان أحب أحفاده إليه ، وكان يقربه منه ويدنيه إليه ، حتى توفى بعدها بسنتين وكان عمر النبى حينها ( 8 سنوات ) .


فانتقلت كفالته إلى عمه أبى طالب ، الذى كان يحبه ويقدمه على أبنائه ، وقد مكث مع عمه حتى شب وكبر ، ومات عمه فى عام ( 10 من البعثة - 3 ق. هـ ) كما سيأتى بعد .


-2-

فى هذه الفترة :

* عمل النبى برعى الأغنام فى مساعدة عمه ابى طالب .

* عمل بالتجارة مع عمه أيضا

* كان لقاؤه بالراهب بحيرى الذى عرف فيه سمات النبوة ، فحذر عمه ألا يأتى به مرة أخرى إلى الشام لئلا يقتله اليهود والروم إذا رأوه .

* ساهم النبى فى حرب ( الفجار ) وكان عمره 14 سنة ، وسميت الفجار ، لأنه قد انتهك فيها حرمة مكة ( البلد الحرام ) وحرمة الشهر الحرام ، وكانت معركة بين ( قريش وكنانة ) ضد ( هوازن ) ... وكان النبى فيها يجهز النبال لأعمامه المقاتلين .

* حضر النبى ( حلف الفضول ) وكان فى دار ( عبد الله بن جدعان ) وكان حلفا بين ( بنى هاشم ، وبنى زهرة ، وبنى تيم ) ، تحالفوا على أن يقفوا صفا واحدا فى نصرة أى مظلوم ضد ظالمه مهما كان ، وكان هذا الحلف بعد انتهاء حرب الفجار .

وأشاد النبى بهذا الحلف فى حديث فقال : ( لقد دعيت إلى حلف فى الجاهلية ، لو دعيت لمثله فى الإسلام لأجبت )
- ومنها رأى البعض جواز التحالف مع غير المسلمين إذا كان التحالف على خير .

* تاجر النبى صلى الله عليه وسلم بمال السيدة خديجة ، وهى من أشراف قريش ، وبارك الله فى هذه التجارة ، ونقل إليها غلامها ( ميسرة ) ما رآه من صفات النبى محمد ، فتمنت أن تتزوج منه ، وصارحت بذلك ( نفيسة بنت منبه ) التى فاتحت النبى فى الموضوع ، فرضى النبى وتزوجا ... وكان عمره ( 25 عـاما ) وكان عمرها ( 40 عـاما ) وقد تزوجت قبله مرتين .

مكث معها النبى حتى توفت عام ( 10 من البعثة - 3 ق.هـ ) وعمرها 65 سنة ، ومنها أنجب كل أبنائه إلا ( إبراهيم ) ، وظل يذكرها بالخير فى كل حياته ويكرم صديقاتها حتى آخر عمره .

* لما بلغ النبى أربعين عاما ، أتاه الوحى فى القصة المشهورة المعروفة للجميع ، لتبدأ بذلك أولى مراحل الجهاد الذى استمر 23 عاما كاملة لم يذق فيها طعم الراحة ولا الهدوء .. هذه السنين هى التى أنبتت هذه الأمة التى تتمدد الآن على شرق الأرض وغربها .. حاملة لقب ( خير أمة أخرجت للناس ) .


كتب يوم 4/10/2005 ..... 1 رمضان 1426

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق