الاثنين، أكتوبر 03، 2005

سفالات الشخصية الأمريكية - 2




عرض لكتاب ( العبودية فى إفريقيا ) بقلم الدكتور محمد عباس ... هاهو

وأعتذر لطوله ... إلا أنه تناول بالتفصيل بعض الوقائع الذى ذكرها الدكتور سليم العوا ، ثم أكسبها تأثيرا كبيرا ببلاغته المعروفة .


من كتاب: العبودية في أفريقيا والتاريخ المفقود

عايدة العزب موسى

مكتبة الشروق الدولية



هل يدرى القارئ أن ما نسميه بالاستغلال والاستبداد والقسوة والتعذيب ليس مجرد أفعال عشوائية تحركها الغلظة والشراسة أو عواطف الطمع والكراهية، إنها ليست كذلك فقط، إنها أيضا خبرات وتجارب وتراكم لدروس مستفادة بحيث تصير فنونا ومعارف يتناقلها الزبانية ويتبادلون الخبرات فيها لتكون أشد إيلاما، وليكون التعذيب أدوم تأثيرا وأفعل في النفوس، وهذا يحتاج إلى دربة ومران وعقل مفكر وخبرات تتداول وتتراكم.

ولعل أكثر الأمثلة وضوحا على ذلك المحاضرة التي ألقاها وليام لنش، مالك العبيد في الكاريبي على ملاك العبيد في "مستعمرة فرجينيا الذين أتوا إليه من كل أنحائها ليستمعوا إلى خبرته في ترويض العبيد.

وكان أحد أصدقائه من ملاك العبيد في فرجينيا بالولايات المتحدة دعاه عام 1712م ليتحدث عن تجربته وأسلوبه في السيطرة على العبيد في مستعمرته، وما ابتدعه من أساليب وحشية وخبيثة وأفعال رهيبة لإخضاعهم.

وإذا كان ماض البشرية يشينه ويخجله صورة العبد الأفريقي الذي اختطف وربط بالسلاسل في رحلة عذاب طويلة إلى أرض القارات الأمريكية ليخدم السيد الأبيض ويفعل به ما يشاء هذا السيد، فإن ما يفعله الأمريكي الأبيض الآن في بداية الألفية الثالثة بأسرى حرب أفغانستان لا يختلف كثيرا عما فعله جدوده من قبل، فبعد أن أفرغت الولايات المتحدة شحنتها من الصواريخ والقنابل والمتفجرات فوق أفغانستان وناسها، ساقت مئات الأسرى منهم مكبلين بالأغلال داخل معتقلات، وفى حملة انتقامية لا مثيل لها، نظر العالم مشدوها، وهو يشاهد أسرابا من الأسرى لم توجه لهم تهم ولم تصدر في حقهم أحكام قانونية يساقون كالبهائم مصفدين في الأغلال معصوبة عيونهم مخدرين، وينقلون كالوحوش المفترسة في أقفاص مكشوفة من الحديد، ويلقى بهم في قاعدة جوانتانامو العسكرية الأمريكية في كوبا.

وفى صحوة ضمير خصصت صحيفة "دى ميل أون صانداى" البريطانية الأسبوعية غلافها بصورة تظهر الوضع المهين للمعتقلين في القاعدة والقيود التي يرسفون بها والكمامات التي تعطل حواسهم، وكتبت في عنوانها الرئيسي: " إنهم لا يسمعون شيئا ولا يرون شيئا ولا يشعرون بشئ، أيديهم وأرجلهم ترسف في القيود، انهم يركعون مذعورين.. أبهذه الطريقة يدافع بوش وبلير عن حضارتنا!.

ما أشبه اليوم بالأمس، فما يفعله الأمريكي " المتحضر" بأسرى أفغانستان في القرن الواحد والعشرين، هو نفس ما فعله الأمريكي الأبيض بالأفريقي الأسير المختطف في القرن الثامن عشر. لا اختلاف بينهما سوى أن الأمريكي اليوم يصف نفسه بالمتحضر وأمريكي الأمس كان يجهر بأنه مستعمر.

وهكذا تبقى صحيحة إلى اليوم محاضرة "وليام لنش " أو رسالته إلى أبناء جلدته، وأن كلماته هذه ونصائحه يتعين أن تنشر وتطرح على الملأ لعلها تحدث غضبا لدى الرأي العام العالمي.

وقف وليام لنش بين أبناء جلدته يقول: أيها السادة، إنني أحييكم هنا علي شاطىء نهر جيمس في 1712 م. أولا أشكركم أيها السادة في مستعمرة فرجينيا . دعوتكم لي هنا.

إنني هنا لأساعدكم على حل بعض مشاكلكم مع عبيدكم. إن دعوتكم وصلتني في مزرعتي المتواضعة في جزر الهند الغربية، حيث جربت عددا من الوسائل الحديثة والوسائل القديمة للسيطرة على العبيد، وإن روما القديمة يمكن أن تحسدنا إذا طبق برنامجي.

عندما كان قاربنا يبحر جنوبا في نهر جيمس، رأيت ما يكفى لمعرفة أن مشكلتكم ليست فريدة، وفى حين كانت روما القديمة تستخدم الخشب كصلبان لوضع الأجسام البشرية على طول الطرق الرئيسية فأنتم هنا تستخدمون الشجر والحبال لهذا الأمر، وقد لمحت عبدا ميتا معلقا على شجرة على بعد ميلين، وأنتم بهذه الطريقة لا تفتقدون فقط هذه الثروة التي تعلقونها، ولكنكم أيضا تعانون من الانتفاضات ومن هروب العبيد بعيدا، ومن أن محاصيلكم تبقى في الحقول بغير جنى كثر مما يستوجب الحصول على الربح اكبر، كما أنكم تعانون من حوادث الحريق التي تحدث من قتل حيواناتكم.

أيها السادة، إنكم تعرفون ما هي مشاكلكم ولست في حاجة إلى شرحها لكم ولست هنا ألقى الضوء عليها، إنما أتيت لأقدم لكم وسيلة لحل هذه المشاكل. في حقيبتي هذه وسيلة مجربة يمكنكم بها السيطرة على عبيدكم السود، وأني أضمن لكل واحد منكم إذا استخدمها بطريقة صائبة فستمكنه من السيطرة على العبيد لمدة لا تقل عن 300 سنة، وطريقتي بسيطة وأي واحد من أسركم وكل من يشاهدها يمكنه أن يستعملها.

إنني أبحث عن عدد من الاختلافات بين العبيد وآخذ هذه الخلافات وأعمل على تضخيمها، أستخدم وأستعمل الخوف وعدم الثقة والحسد لأغراض السيطرة، وهذه الوسائل نجحت في مزرعتي المتواضعة في جزر الهند وستعمل أيضا في كل الجنوب.

أيها السيد.. خذ هذه القائمة الصغيرة البسيطة من الاختلافات وفكر فيها، في قمة قائمتي ستجد اختلاف السن واللون وهناك أيضا الذكاء والحجم والجنس ومساحة المزارع وحالة المزرعة ووضع الملاك، وحيثما يكون العبيد يحيون في الوادي أو على التل في الشرق أو الغرب في الشمال أو الجنوب أو يكون شعرهم خشنا أو ناعما أو يكونون طوالا أو قصارا.

الآن إن لديك قائمة بالاختلافات وأعطيك طريقة للعمل، ولكن قبل ذلك أؤكد لك أن زرع الشك وفقدان الثقة هو أقوى من الثقة، وأن الحقد أقوى من التملق أو الاحترام أو الإعجاب، وأن العبد الأسود بعد أن يتشرب هذه المشاعر فسيحملها وسيغذيها تغذية ذاتية وسيولدها في نفسه لمئات من السنين أو من الآلاف منها.

لا تنسى أن تضع الرجل الأسود العجوز ضد الرجل الأسود الشاب، والرجل الأسود الشاب ضد الرجل العجوز الأسود.

يتعين أن تستخدم العبيد ذوى البشرة الداكنة ضد العبيد ذوى البشرة الأقل سوادا، وذوى البشرة الأقل سوادا ضد العبيد ذوى البشرة الداكنة.

يتعين أن تستخدم الرجال ضد النساء والنساء ضد الرجال، ويتعين أيضا أن تجعل الخدم البيض فاقدي الثقة تماما بكل السود، ومن الضروري أن تجعل عبيدك واثقين بنا ومعتمدين علينا ويجب أن يحبونا ويحترمونا ويثقوا بنا نحن فقط.

أيها السادة، هذه الأساليب هي مفتاحكم للسيطرة فاستخدموها، واجعلوا زوجاتكم وأطفالكم يستخدمونها ولا يتركون أية فرصة تفلت منهم.

إذا استخدمت هذه الوسيلة بكثافة لسنة واحدة فسيبقى العبيد دائما فاقدي الثقة، وإليكم التفاصيل:

وخشية من أن أجيالنا في المستقبل قد لا يتفهمون مبادئ الترويض لكل من الخيل والبشر فإننا نضع أمامهم هذا الفن، وإذا كنا نريد أن ندعم اقتصادنا الأساسي فيجب أن تربط الوحوش بعضها ببعض.

نحن نفهم الخطط قصيرة المدى والنتائج الاقتصادية في الاضطرابات الاقتصادية الدولية، ولكي نتفادى الاضطراب الاقتصادي يتعين أن يكون لدينا مدى طويل وعميق لاستخدام المهارة والحزم.

ونحن نضع المبادئ الآتية من أجل التخطيط الاقتصادي المعقول والطويل المدى:

1- إن الحصان والزنجي كليهما لا يفيدان الاقتصاد في الحالة الطبيعية والبدائية.

2- كليهما يتعين أن يروض ويربط بعضهما ببعض لإنتاج المنظم.

3- ومن أجل المستقبل المنظم فإن الاهتمام يجب أن يبذل بشكل خاص بالنسبة للنساء والذرية أو الناشئة.

4- وكليهما يجب أن يدجن لينتج تقسيما متنوعا للعمل.

5- وكليهما يتعين أن يعلم أن يستجيب إلى لغة جديدة خاصة.

6- و إن تعليمات نفسية وجسمانية للاحاطة بهما يجب أن توجد.

وبكلمات أخرى يتعين كسر إرادة المقاومة، إن عملية الترويض تصبح الآن هي ذاتها لكل من الحصان والزنجي. والاختلاف هو خلاف قليل في الدرجة فقط، ولكن كما ذكرنا من قبل هناك فن التخطيط الاقتصادي طويل المدى. كذلك يتعين أن تبقى عينك وأفكارك على الإناث وعلى الناشئة أو الذرية من الخيل والزنوج.

إن برنامجا مختصرا لتطوير الناشئة سيلقى الضوء على هذا الأمر، اهتم قليلا بالجيل الأول الذي انفصل وركز على أجيال المستقبل. ومن ثم إذا تعاملت مع الأم الأنثى فإنها ستروض أبناءها في السنين الأولى لتطورهم، وعندما ينمو الناشئة فستسلمهم لك، لأن ميولها الأنثوية العادية في حماية النفس ستكون قد فقدتها في عملية الترويض الأولى التي جرت معها.

وعلى سبيل المثال ففي حالة التعامل مع قطيع من الخيل الوحشية والفرس الأنثى والحصان الصغير، وقارن عملية الترويض مع اثنين من الذكور الزنوج في حالتهم الطبيعية أو مع الزنجية الحامل مع وليدها.

خذ الحصان وروضه للتعامل المحدود، روض تماما الفرس الأنثى حتى تصير مهذبة جذا يمكن لك أو أي شخص آخر أن يركبها براحة تامة، واستولد الفرس حتى تحصل على الوليد المطلوب، ثم أطلق الفرس بحريتها ودربها أن تأكل طعامها من يدك ستجد أنها ستدرب أولادها لكي يأكلوا من يدك أيضا.

وعندما تروض الزنجي غير المتمدين فاستخدم العملية ذاتها، ولكن بدرجة مختلفة لكي تحصل على نتائج متباينة. استخدم أكثر الزنوج عنادا واخلع عنه ملابسه أمام الزنوج الذكور الآخرين وأمام النساء وأمام الأطفال واطله بالقار، وضع عليه الريش، واربط كل ساق له بحصان يتجه عكس الحصان الآخر، ثم اضرب الحصانين لينشطر أمام جميع الزنوج الموجودين. والخطوة الثانية أن تمسك بسوط وتضرب الزنوج الباقين إلى حد الموت أمام النساء والأطفال، لا تقتلهم ولكن اجعلهم يخافون، لأنهم يمكن أن يكونوا مفيدين في استولاد الأطفال بعد ذلك.

المرأة

" ثم خذ الأئثى وأجر عددا من الاختبارات عليها لترى ما إذا كانت إرادتها قد خضعت لرغباتك طواعية، اختبرها بكل طريقة، لأنها هي أكثر العناصر أهمية من أجل الاقتصاديات الجيدة.

إذا وجدت منها أية إشارة لمقاومة الخضوع الكامل لإرادتك فلا تتردد في استخدام السوط لتضربها إلى أقصى مدى. وخذ حذرك بألا تقتلها؟ لأنك لو فعلت فستفسد الاقتصاديات الجيدة، وعندما يتم الخضوع الكامل فإنها ستدرب ذريتها في السنين الأولى لهم على الخضوع للعمل عندما يأتي سن العمل.

إن الفهم هو أطيب شئ، ومن ثم فنحن سنذهب بعيدا لهذه المسألة المتعلقة بما ذكرناه هنا بعملية الترويض للزنجية.

نحن عكسنا العلاقات، وهى في حالتها الطبيعية غير المتحضرة تكون لديها تبعية

قوية للذكر (الرجل) الزنجي غير المتحضر، ويكون لديها اتجاه للمناعة المحدودة بالنسبة لاستقلال أبنائها الذكور وستجعل أبناءها الإناث تابعين مثلها.

ومن الطبيعي بالنسبة لهذا النوع من التوازن فنحن نعكس الطبيعة عندما نتعامل

مع الزنجي بضربه بالسوط إلى لحظة الموت، وأن يكون ذلك أمامها وبحضورها، وعندما نتركها وحدها بغير حماية وبعد أن تحطم صورة الذكر، فإن المحنة ستنقلها من حالة التبعية السيكولوجية إلى حالة من التجمد والاستقلال والتبلد.

وفى هذه الحالة من الجمود النفسي فإنها ستعكس الأدوار الخاصة بالنسبة للذكور والإناث لنسلها، فهي خوفا على حياة ابنها الذكر ستدربه نفسيا على أن يكون ضعيفا من الناحية المعنوية وتابعا ولكن قوى من الناحية الجسمانية.

ولأنها قد صارت مستقلة نفسيا فإنها ستدرب ابنتها الأنثى لكي تكون مستقلة نفسيا، ما الذي ستحصل عليه من ذلك؟ ستحصل على امرأة زنجية في المقدمة وعلى رجل يتوارى بعيدا، وهذه الحالة ممتازة من الناحية الاقتصادية.

وقبل عملية الترويض يجب أن تكون متيقظا في كل الأوقات " أما الآن فيمكنك

أن تنام مطمئنا؟ لأنه ينتج من الخوف أن تصير المرأة حارسة لنا، أما الذكر فيصير أداة طيعة مستعدا أن يربط مع الحصان في سن البلوغ.

وعندما يبلغ الزنجي سن 16 سنة فإنه سيكون مستعدا لحياة طويلة من العمل الفعال ولإعادة إنتاج قوة العمل الجيدة.

ومن خلال الترويض للزنوج المتوحشين غير المتحضرين، وبجعل الزنجية المتوحشة في حالة من الاستقلال المتبلد بنفى تصور أن الذكر يقوم بحمايتها وبمحو عملية التبعية من الخضوع للذكر المتوحش الزنجي، نكون قد خلقنا دورة تفيدنا إلى الأبد إلا إذا حدث تحول آخر.

إن خبراءنا يحذروننا من إمكانية حدوث هذا التحول؟ لأنهم يقولون لنا: إن العقل لديه ثورة كبيرة على تصحيح نفسه بعد فترة من الوقت إذا لمس إمكانية لذلك.

وعملا بهذه النصيحة فإن أحسن طريقة للتعاون مع هذه الظاهرة هي أن نمسح ونلغي التاريخ المعنوي، وأن نخلق لهم عددا من الظواهر المتوهمة وكل وهم يأتي فعله بينهم.

اللغة المسيطرة

ومتى تم الترويض فمن أجل استبقاء أثره يتعين أن نمحو تماما اللغة الأصلية لدى الزنجي الجديد، وأن ننشئ لغة جديدة تسهل حياته العملية. وأنتم تعلمون أن للغة تكوينها الخاص وأنها تصل إلى قلوب شعبها، وبقدر ما يعرف الأجنبي لغة غيره من الشعوب بقدر ما يستطيع أن يتحرك وينتقل من خلال كل مستويات هذا المجتمع، ومن ثم إذا كان الأجنبي عدوا لبلد آخر إلى درجة أنه يعرف تكوين لغته إلى هذا المدى، يكون الوطن قابلا للغزو من الثقافة الأجنبية، وعلى سبيل المثال فلتأخذ العبد إذا أنت علمته كل ما يتعلق بلغتك فسيعرف كل أسرارك وسيعرف أكثر مما يجوز باعتباره عبدا لن تستطيع أن تستغله بعد ذلك، وإن جعله مغفلا هو إحدى الصفات الرئيسية لاستبقاء النظام العبودى.

وعلى سبيل المثال أيضا فإذا قلت للعبد: إنه يجب أن يحسن حصد حاصلاتنا،

إذا كان هو يعرف اللغة جيدا فسيعرف أن لفظ حاصلاتنا لا تعنى إلا أنها حاصلات لنا وسينهار النظام العبودى؟ لأنه سيتعامل مع المعنى الحقيقي لكلمة حاصلاتنا.

ومن ثم فعلينا أن نكون حذرين في استخدام اللغة الجديدة؟ لأن العبد سيوجد في منزلك و سيتحدث إليك حديث رجل لرجل، وسيكون هذا هو الموت بالنسبة لنظامنا الاقتصادي.

وبالاضافة إلى ذلك فإن تعريف الكلمات والعبارات هو جزء صغير من العملية. إن القيم تخلق وتنتقل بوسائل اتصال من خلال هيكل اللغة، وأن المجتمع " لديه نظام من القيم المتداخلة، وكل هذه القيم في المجتمع تنتقل عبر اللغة وتترابط لتعمل بانتظام في المجتمع.

ولكن من أجل هذه الجسور اللغوية فإن هذه النظم القيمية ستتصادم بعنف وتوجد صراعا داخليا أو حربا أهلية. إن درجة الصراع تتحدد بمدى ضخامة الموضوعات ومدى قوة المعارضة، فمثلا إذا وضعت عبدا في مكان قذر (حظيرة خنازير) ودربته على أن يحيا ويقيم فيه باعتباره وسيلة كاملة للحياة، فلن يجادلك بعد ذلك في كيف يكون هذا المكان نظيفا ولن تخشى منه شيئا.

ومن ناحية أخرى إذا وضعت هذا العبد في نفس المكان القذر (حظيرة الخنازير)، وجعلت له من لغته ما يشعر به أن هذا المكان أو أن المنزل يمكن أن يكون أحسن من حظيرة الخنازير، يمكن أن ننشئ مشكلة وستجده بعد ذلك في منزلك أنت.


***



والآن أليست رسالة (وليام لنش) ونصائحه الخاصة بترويض العبيد لا تختلف كثيرا عما يحدث الآن لترويض الشعوب؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق